جائني أحد الشباب منذ فترة ماضية و بدأ يعرض مشاكله و ماهي أكثر مشاكل الشباب؟
قال : أشتكي من كثرة الهموم و الغموم، أشتكي من قلة التوفيق في كل شأن من شؤون حياتي.
ما طرقت بابا الا وجدته موصدا مغلقا ، ما أقدمت على مشروع الا باء بالفشل، زيادة على هذا وجع يلازمني في بطني، عرضت نفسي على الأطباء، تنقلت من مكان الى مكان، طلبا عن العلاج و لم أجده.
قلت مستعينا بالله، المريض اذا مرض يذهب الى الطبيب و الطبيب ينظر في اعراض المرض، ثم يبدأ بتشخيص المرض، فاذا اكتشف العلة و اكتشف المرض نصح بالدواء و المطلوب من المريض حين يعطى الدواء أن يحافظ عليه بكميته المحددة في وقته المحدد.
قلت: ايضا له المطلوب منك أنك تحافظ على الدواء
قال: لا توصي حريصا فلقد تعبت و انا ابحث عن العلاج و الدواء، همومي كثيرة مشاكلي كثيرة، الامي التي أقضت مضجعي ... فلا أهنئ بطعام و لا بشراب و لا بمنام
قلت: العلاج موجود لكن المطلوب منك أنك تحافظ على العلاج وتداوم عليه
قال: و ما هو ؟
قلت: خمس صلوات، خمس صلوات في اليوم و الليلة، من أداهن حيث ينادى بهن، يعني في المساجد، من أداهن حيث ينادى بهن كن له نورا و ضياءا و برهانا يوم القيامة و من ضيعهن ضيعه الله يوم القيامة، فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى و أي هدى أعظم من المحافظة على الصلوات، هذا هو العلاج، هذا هو علاج ذالك الشاب و علاج مشاكل كل واحد منا، ان يطرق باب الطبيب خمس مرات و ان يرتمي بين يديه و يرفع اليه الحاجات و المسائل و يبتهل اليه بالدعاء و التضرع و الله لن تحل مشاكلنا و لن تكشف همومنا و لن تتبدل أحوالنا الا اذا استقمنا في الصلوت، حالنا مع الصلوات يبكي العين و يدمي القلب و يقطع الجبين الا يظن أولاءك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ، و الله نعرف كثير من الله عليهم بالاستقامة و الهداية فانا هم عن احوالهم في الصلواتفي الصلوات، كثير منهم يقول مرت علي سنوات لم أسجد فيها و لم أركع سنوات لم يسجدوا لله ولم يركعوا أي حياة هذه و الله لن يستقيم حال الانسان الا اذا استقام على صلاته و الله انك لن تتقرب الى الله بقربان اعظم من المحافظة على الصلوات.
قال صلى الله عليه وسلم: اكلخوا من العمل ما تطيقون واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة والله لن ينفعك صوم و لا حج و لا زكاة ولا اي نوع من الاعمال الا اذا صلح أمر الصلاة، أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، سيسأل عن صلاته ان استقامت و صلحت نظر الله في باقي الأعمال و الا قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا.
0 تعليقات